يثير مستقبل العلاقات الدبلوماسية بين روسيا والصين فضول خبراء العلاقات الدولية في مختلف مراكز الدراسات السياسية والإستراتيجية ليس هنا في روسيا فقط أو في الصين، وإنما في غيرهما من دول العالم التي احتارت في وصف طبيعة هذه العلاقات بينهما، نظراً لما خضعت له العلاقات الدبلوماسية بين عملاقي الشرق من تقلبات وتغييرات، فمنذ أن كانت بكين حليفةً لموسكو في حلف وارسو السابق وزميلتها في صراع الشيوعية ضدَّ الرأسمالية ومروراً بالمرحلة التي تلت الحرب العالمية الثانية والتي بدأت فيها منظومة العلاقات الدولية في كافة دول العالم تتأرجح بين مؤيدٍ للشرق أو متحالفٍ مع الغرب، وصولاً إلى عصر العولمة الذي ألقى بظلاله خلال فترة العقدين الأخيرين فأفرز عالماً جديداً يتحكم فيه الإقتصاد عن طريق الشركات العابرة للقارات بمفاصل السياسة الخارجية لدول العالم، بالرغم من هذا حافظت موسكو وبكين على شعرة معاوية نظراً لأن قادة البلدين أدركوا أنه من السوء عدم وضع أسس إستراتيجية من أجل تنظيم طبيعة هذه العلاقة بينهما لتحديثها وفق متطلبات العصر، ولكن الأسوأ للطرفين هو الدخول في تنافس إقليمي ودولي من شأنه أن يضعف وزنهما في القارة الآسيوية ليعطي البعض كالولايات المتحدة الأمريكية هديةً سياسيةً على طبق من ذهب.
Trending Articles
More Pages to Explore .....